سورة النحل - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية قال: كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلم به والذي أرجوه بعد الموت، أنه لكذا وكذا. فقال له المشرك: إنك لتزعم أنك تبعث من بعد الموت... فأقسم بالله جهد يمينه: لا يبعث الله من يموت. فأنزل الله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت...} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن علي في قوله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} قال: نزلت في.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي هريرة قال: «قال الله: سبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له أن يسبني، وكذبني ولم يكن ينبغي له أن يكذبني. فأما تكذيبه إياي فقال: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} وقلت: {بلى وعداً عليه حقاً} وأما سبه إياي فقال: {إن الله ثالث ثلاثة} وقلت {هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} {الصمد}».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ليبين لهم الذي يختلفون فيه} قال: للناس عامة، والله أعلم.


{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40) وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}
أخرج أحمد والترمذي وحسنه، وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان- واللفظ له- عن أبي ذر، عن رسول الله قال: «يقول الله: يا ابن آدم، كلكم مذنب إلا من عافيت.. فاستغفروني أغفر لكم. وكلكم فقراء إلا من أغنيت، فسلوني أُعْطِكُم. وكلكم ضال إلا من هديت، فسلوني الهدى أهدكم. ومن استغفرني وهو يعلم أني ذو قدرة على أن أغفر له، غفرت له ولا أبالي. ولو أن أوّلكم وآخركم وحيّكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم، ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة. ولو أن أوّلكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى واحد منكم، ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة. ولو أن أوّلكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منكم، فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كغرز إبرة غمسها أحدكم في البحر، وذلك أني جواد ماجد واجد عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له {كن فيكون}».
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} قال: إنهم قوم من أهل مكة، هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم، ظَلَمَهُمُ المشركون.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم، عن داود بن أبي هند قال: نزلت {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا....} إلى قوله: {وعلى ربهم يتوكلون} في أبي جندل بن سهيل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} قال: هؤلاء أصحاب محمد، ظلمهم أهل مكة فأخرجوهم من ديارهم، حتى لحق طوائف منهم بأرض الحبشة، ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة، وجعل لهم أنصاراً من المؤمنين {ولأجر الآخرة أكبر} قال: أي والله لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته {أكبر لو كانوا يعلمون}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي في قوله: {لنبوّئنهم في الدنيا حسنة} قال: المدينة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {لنبوّئنهم في الدنيا حسنة} قال: لنرزقنهم في الدنيا رزقاً حسناً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبان بن تغلب قال: كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا الحرف في النحل {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة} ويقرأ في العنكبوت {لَنَثْويَنَّهُمْ من الجنة غرفا}[ العنكبوت: 58] ويقول: التَّنَبُّؤ في الدنيا والثواء في الآخرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن عمر بن الخطاب: أنه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاء يقول: خذ... بارك الله لك، هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادّخر لك في الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.


{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك، ومن أنكر منهم قالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد. فأنزل الله: {أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم} [ يونس: 2] وقال: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} يعني فاسألوا أهل الذكر والكتب الماضية: أبشرا كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أتتكم، وإن كانوا بشراً فلا تنكروا أن يكون رسولاً. ثم قال: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم من أهل القرى} [ يوسف: 109] أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً} قال: قالت العرب {لولا أنزل علينا الملائكة} [ المائدة: 73] قال الله: ما أرسلت الرسل إلا بشراً {فاسألوا} يا معشر العرب {أهل الذكر} وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين جاءتهم قبلكم {إن كنتم لا تعلمون} أن الرسل الذين كانوا من قبل محمد كانوا بشراً مثله، فإنهم سيخبرونكم أنهم كانوا بشراً مثله.
وأخر الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس {فاسألوا أهل الذكر} يعني مشركي قريش، أن محمداً رسول الله في التوراة والإنجيل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {فاسألوا أهل الذكر} قال: نزلت في عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة، وكانوا أهل كتب يقول: فاسألوهم {إن كنتم لا تعلمون} أن الرجل ليصلي ويصوم ويحج ويعتمر، وأنه لمنافق. قيل: يا رسول الله، بماذا دخل عليه النفاق؟ قال: يطعن على إمامه، وإمامه من قال الله في كتابه: {فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون}.
وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي للعالم أن يسكت عن علمه، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله. وقد قال الله: {فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون} فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {بالبينات} قال: الآيات {والزبر} قال: الكتب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أصحابه في قوله: {بالبينات والزبر} قال: {البينات} الحلال والحرام الذي كانت تجيء به الأنبياء {والزبر} كتب الأنبياء {وأنزلنا إليك الذكر} قال: هو القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لتبين للناس ما نزل إليهم} قال: ما أحل لهم وما حرم عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لتبين للناس ما نزل إليهم} قال: أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {ولعلهم يتفكرون} قال: يطيعون.
وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً أخبرنا بما يكون إلى قيام الساعة، عقله منا من عقله ونسيه من نسيه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات} قال: هو نمرود بن كنعان وقومه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات} أي الشرك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات} قال: تكذيبهم الرسل وأعمالهم بالمعاصي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} قال: في اختلافهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} قال: إن شئت أخذته في سفره. وفي قوله: {أو يأخذهم على تخوف} يقول: إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه. وتخوف بذلك.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} قال: في أسفارهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} يعني على أي حال كانوا بالليل والنهار {أو يأخذهم على تخوف} يعني أن يأخذ بعضاً بالعذاب ويترك بعضاً، وذلك أنه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الأخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قال: ينقص من أعمالهم.
وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قالوا: ما نرى إلا أنه عند تنقص ما نردده من الآيات، فقال عمر: ما أرى إلا أنه على ما تنتقصون من معاصي الله. فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابياً فقال: يا فلان، ما فعل ربك. فقال: قد تخيفته. يعني تنقصته. فرجع إلى عمر فأخبره فقال: قدر الله ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قال: يأخذهم بنقص بعضهم بعضاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قال: كان يقال: التخوف، هو التنقص... تنقصهم من البلد والأطراف.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤُا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله} قال: ظل كل شيء فيه، وظل كل شيء سجوده. {فاليمين} أول النهار {والشمائل} آخر النهار.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤُا ظلاله} قال: إذا فَاءَ الْفَيءُ توجه كل شيء ساجداً لله قِبَلَ القبلة من بيت أو شجر. قال: فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن الضحاك في الآية قال: إذا فاء الفيء، لم يبق شيء من دابة ولا طائر إلا خر لله ساجداً.
وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة» ثم قرأ {يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله...} الآية كلها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم قال: صلوا صلاة الآصال حتى يفيء الفيء قبل النداء بالظهر، من صلاها فكأنما تهجد بالليل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: فيء كل شيء ظله، وسجود كل شيء فيه سجود الخيال فيها.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال: إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله: {يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل} قال: الغدو والآصال، إذا فاء ظل كل شيء. أما الظل بالغداة فعن اليمين، وأما بالعشي فعن الشمائل. إذا كان بالغداة سجدت لله، وإذا كان بالعشي سجدت له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الشيباني قال: أمواج البحر صلاته.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {داخرون} قال: صاغرون.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {وهم داخرون} قال: صاغرون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8